تم في روسيا في زمن الحرب الباردة إنشاء نظام يضمن قيام روسيا بالرد في حال تعرضت للعدوان، حتى إذا تمكن المعتدي من تدمير مراكز القيادة العليا التي لا يمكن لروسيا أن تلجأ إلى استعمال الأسلحة النووية إلا حسب توجيهاتها.
ففي حال انقطاع الاتصال بمراكز القيادة المخولة بإصدار أوامر استخدام الأسلحة النووية أو تدميرها يتم إصدار الأوامر لقوات الصواريخ الاستراتيجية عبر نظام "بيريميتر" الذي يقوم بنقل أوامر القيادة بواسطة صواريخه "الآمرة". ولأن نظام "بيريمتر" يمكّن مالكه من توجيه الضربة الانتقامية للمعتدي في حال من الأحوال، فإن الخبراء العسكريين في حلف شمال الأطلسي أطلقوا عليه تسمية "اليد الميتة".
ولم تعد روسيا تعتمد على "اليد الميتة القديمة"، وفقا لما قاله الخبير العسكري أليكسي ليونكوف للصحفيين، فهي تملك اليوم أنظمة أكثر خطورة من "اليد الميتة".
ويظل نظام "بيريمتر" قائما، ولكنه أصبح نظاما حديثا يختلف أسلوب عمله عن أسلوب "اليد الميتة" حتى أنه يباشر العمل لمجرد أن يتم إطلاق الصواريخ البالستية من أراضي العدو المحتمل أو من مكان قريب من أراضي روسيا، وهو ما تكتشفه "اليد الميتة" الحديثة بواسطة الأقمار الصناعية الجديدة، وتُسرع بإصدار التعليمات للأجهزة الأخرى المسؤولة عن صد الهجوم الصاروخي، فتنطلق الصواريخ المضادة نحو مواقع إطلاق صواريخ العدو.
وأوضح الخبير: "صواريخنا الحديثة تستخدم سرعات تفوق سرعة الصوت كثيرا، ولذلك يصل الرد إلى مواقع العدو قبل أن تصلنا صواريخه".
وأضاف أن الأنظمة الحديثة التي لا يوجد لها مثيل في العالم، تفوق "اليد الميتة" القديمة خطورةً.