أوكرانيا مثلها مثل أي دول أخرى مقسمة إلى مناطق عسكرية كل منطقة تملك شبكة دفاعها الجوي المركزية و تتصل بمنظومة الدفاع الجوي و الإنذار المبكر الإقليمية للبلاد، يمكن للمنظومات المركزية العمل بشكل مستقل.
من المؤكد أن شبكة رادارات الإنذار المبكر للقوى الجوية عانت كثيراً من ثقل الضربات الروسية مما ترك وسائل التصدي الصاروخية في الدفاع الجوي دون معلومات ! (تم تدمير ما مجموعه مئات الرادارات السوفيتية المُطورة P-18-14-15-35-37 و منظومات التعارف IFF و الملاحة اللاسلكية لتوجيه الطيران).
ماذا بقي كخيار إذاً ؟
ستتصرف منظومات الدفاع الجوي المحمولة بشكل مستقل خارج شبكة الدفاع الجوي الإقليمية التي تم إسكاتها من خلال قيام المنظومات باستهداف الطائرات الروسية التي تخاطر بنفسها على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة وتقصف بذخائر غير موجهة.
نظام S-300 نظام متنقل لكن ثقيل و بطيء الحركة و يستحيل إخفاؤه بسبب حجم راداراته وعدد مكونات المنظومة بالتالي نجح الروس بتدمير أعداد معتبرة منه، نظام Buk-M1 عالي الفعالية و سهل الحركة و التمويه والرادار محمول على عربة الإطلاق ذاتها ما يسهّل إخفاؤه بين الأشجار أو في أي خندق مع شباك التمويه المناسبة.
طاقم العربة لا يستطيع تشغيل الإرسال لرادار العربة، سيتم تدمير العربة قبل أن تكتشف أي هدف بالتالي العربة بحاجة لمصدر معلومات خارجي عن الموقف القتالي وعادة يعتمد على الرادارات P-18 و P-14 و غيرها لكن بسبب تدمير معظمها غالباً الأنظمة المستخدمة هي أنظمة الدعم الإلكتروني ESM للسطع السلبي بعيد المدى، تمتلك أوكرانيا منظومة Kolochuga-M السلبية ذات مدى 600 كم و تتبع ما يزيد عن 300 هدف المحمولة على عربات Kraz-260 عالية الحركة (علماً أنه نجت بعض الرادارات التي تعمل في أوقات متقطعة ويتم نقلها باستمرار).
تستخدم لإعطاء طاقم المنظومة سمت الهدف لإدارة الرادار باتجاهه (وهو مطفأ)، يوجد في عربة 9A317 في نظام ال Buk-M1 كاميرا كهروبصرية تنطبق على نفس محور الرادار تماماً أي في حال القيام بتشغيل الكاميرا سيظهر للطاقم ما هو في نفس نطاق الرادار و عن طريق هذه الكاميرا يتم تتبع الأهداف بوضعية الصمت الراداري الكامل.
يصل مدى الكاميرا إلى 25-30 كم وهو أقل من مدى صواريخ المنظومة البالغ 40 كم ما يعني ظهور أي هدف على الكاميرا هو محقق بنسبة عالية جداً و يتم استهدافه فورياً على عكس الكشف الراداري البالغ مداه 80-90 كم.
عندما يظهر الهدف على الكاميرا يقوم المشغل بتتبعه يدوياً و ليس أتوماتيكياً و هنا تصبح الطائرة تحت إغلاق المنظومة دون علم الطيار بما يحدث.
عند الإطلاق سيقوم الطاقم بتشغيل رادار توجيه النيران 9S35 الخاص بالعربة لإلتقاط الهدف لتوجيه الصاروخ إلى هدفه، يبلغ وقت إصابة الهدف من لحظة الإطلاق حوالي 30-40 ثانية كون المدى سيكون أقل من 25-30 كم أي سيخاطر الطاقم بتشغيل الرادار لمدة تقارب الدقيقة لتوجيه الصاروخ.
عيب هذه الطريقة هي عدم الإستفادة من المدى الكامل للصاروخ البالغ 40 كم كون الإستطلاع يعتمد على مدى الكاميرا فقط.
أنظمة الحرب الإلكترونية على المقاتلات الروسية وخاصة نظام L-370 Khibiny-M لا يمكنه تفعيل الإجراءات المضادة بسبب قصر مدة رد الفعل عندما تكون المقاتلة على ارتفاع منخفض جداً يصلها الصاروخ بشكل مباغت حتى للطيار، يمكن تفادي التكتيك الأوكراني ببساطة عن طريق الرمي من ارتفاعات عالية بذخائر عالية الدقة.
قامت أوكرانيا سابقاً بتحديث كافة منظومات Buk-M1 السوفيتية العتيقة عن طريق استبدال كافة المكونات التشابهية بمكونات رقمية و استبدال شاشات الأشعة المهبطية سيئة الدقة والمؤذية للعيون بشاشات ديجيتال رقمية و تحديث كاميرات المنظومة، آخر صورتين توضح الفرق بين كبين العربات القديمة والعربات المعدلة.
تمتلك أوكرانيا أعداد غير معروفة لكنها تقدر بـ +70 عربة بوك وهو ما يسبب مشكلة حقيقية للقوات الجوية الروسية كونها سهلة الإخفاء وسنشاهد سقوط المزيد من المقاتلات الروسية في حال استمرار نفس التكتيك بالقصف.
إضافةً للبوك تمتلك أوكرانيا أعداد ضخمة من منظومة Osa-akm و Strela-10 ومنظومات MANPAD المحمولة على الكتف التي لا يمكن تحييدها نهائياً مع شبكة الدفاع الجوي.
معلومة: تفيد هذه الكاميرا أيضاً في التمييز بين الأهداف الوهمية (الأشراك) والأهداف الحقيقية وهو ما يزيد من بقائيتها على قيد الحياة في بيئة تخضع لقمع الدفاعات الجوية.
Electronic Warfare
