قال السيناتور الأمريكي كريس كونز للواشنطن بوست إنه عندما لاحت بوادر الحرب في تيغراي قام بالاتصال بآبي أحمد وذكره بأن الحرب الأهلية الأمريكية والحرب العالمية الأولى بدأت بوعود بالنصر العسكري السريع، لكنها استمرت لسنوات وخلفت ملايين الضحايا.
وقال إن آبي أحمد كان واثقًا بأنه سيُحقق النصر في غضون 6 أسابيع! حاليًا الحرب في تيغراي ناهزت الثمانية أشهر وآبي أحمد كان مخطئًا في تقديره، وأعتقد أنه ربما تستمر لبضعة أشهر أخرى أو ربما عام إضافي.
وعلى الرغم من استعانته بطائرات الدرون الإماراتية وبقوات الجيش الإريتري والقوات الخاصة الصومالية وميلشيات الأمهرا إلى جانب قوات الدفاع الوطني إلا أنه لايزال عاجزًا عن هزم قوات دفاع تيغراي TDF.
قوات دفاع تيغراي TDF حاليًا تعتمد على تكتيك حرب العصابات الذي يجيدونه ولديهم خبرة واسعة فيه، بالإضافة لمعرفتهم بتضاريس وطبيعة المنطقة، بالإضافة لكونهم يمتلكون أفضل القادة والمخططين العسكريين في إثيوبيا حيث يقاتل معهم حاليًا قائد عام سابق ورئيس أركان سابق لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية وقادة وجنود سابقين لديهم خبرة طويلة في حرب العصابات ضد نظام منغستو هيلي مريام.
قوات TDF عندما استولت على مدينة اديغرات على اثر انسحاب القوات الإريترية منها لم تحاول الاحتفاظ بالمدينة بل قامت بجلب ما يحتاجونه من مؤن وقامت بالانسحاب في 3 ساعات، وهي فكرة ذكية للغاية ويبدو أن TDF لا تزال تتمسك باستراتيجية حرب العصابات، ولأن إحكام السيطرة على المدن سيكون مكلفًا وغير ضروري في هذه المرحلة.
قوات TDF تكمن استراتيجتها في استنزاف قوات الدفاع الوطني الإثيوبية والقوات الإريترية، والوقت وبوادر الأزمة الاقتصادية وضغط المجتمع الدولي كلها ليست في صالح آبي أحمد الذي سيضطر عاجلاً أم آجلاً لطلب الوساطة والجلوس في مفاوضات مع قوات TDF أو سيرغم على ذلك من قبل مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي ، ومن يُحقق أكبر المكاسب والانتصارات هذه الفترة سيدخل للمفاوضات من منطلق القوة.